من داخل البيت الأبيض
من داخل الغرفة البيضاوية فى البيت الأبيض جلس الرئيس الأمريكى ترامب يراجع بعض أوراقه وفجأة ظهرت له فى أحد التقارير أن هناك 2000 جندى امريكى موجودون على الأراضى السورية فرفع سماعة التليفون المشفر وطلب الجنرال ماتيس وزير الدفاع وسأله لماذا لدينا 2000 جندى فى سوريا أرى أن يتم سحبهم فورا، لقد أنهت سوريا والعراق القضاء على داعش ولم يعد هناك حاجة لبقائهم وكان رد الجنرال ماتيس ارجوك سيادة الرئيس لقد كنت قائدا للقوات الامريكية فى الشرق الأوسط عدة سنوات وانا أفهم ذلك الامر جيدا و أرى استمرار هذه القوات هناك لأن الروس حاليا موجودون فى سوريا ولديهم قاعدة بحرية فى طرطوس ويجب ألا ان نترك لهم الأرض هناك، وكان رد ترامب اننى غير مقتنع فالروس موجودون وهنا رد الجنرال ماتيس سأبحث الامر مع البنتاجون وسارد على سيادتكم بعدها جاء تليفون من مدير وكالة المخابرات الامريكية CIA سيادة الرئيس لقد وصلتنا معلومات تفيد بأن السوريين استخدموا أسلحة كيماوية فى منطقة الغوطة ويجب ان نتخذ إجراءات عاجلة على الفور و بالمناسبة فإن لدينا معلومات ان الاسرائيليين سوف يوجهوا ضربة فجر اليوم الى المطار السورى التيفور ردا على استخدام السوريين لغاز الاعصاب.
هنا طلب الرئيس ترامب على الفور اجتماع هيئة الأركان برئاسة الجنرال «دان فورد» ومعه وزير الدفاع الجنرال ماتيس ومستشار الرئيس ترامب للأمن القومى الجديد، وفى المساء حضر الجميع وطلب الرئيس ترامب منهم تجهيز عملية عسكرية ضد سوريا ردا على استخدام الرئيس الأسد الغازات الكيماوية ضد النساء و الأطفال فى منطقة الغوطة وطلب تجهيز السيناريوهات المحتملة للضربة فى ظرف 24 ساعة، وهنا سأل الجنرال دان فور رئيس الأركان سيادة الرئيس هل لدى سيادتكم أى تصورات توضع فى الحسبان عند التخطيط، فقال الرئيس ترامب أريد ان تظهر هذه الضربة قوة أمريكا العسكرية للعالم كله هذه اول عملية أقوم بها منذ وجودى فى البيت الأبيض أنا أعطيتكم هذا العام ميزانية لم تحلموا بها 700 مليار للبنتاجون فقط و غادر رئيس الأركان الى مبنى البنتاجون ومعه جنرالات إدارة التخطيط الاستراتيجى لإعداد مقترحات رئاسة الأركان الامريكية للرئيس.
وتلخص التقرير فى مقترحين ـ الأول ـ تنفيذ ضربة شاملة ضد سوريا يتم فيها تدمير التجميع الرئيسى للقوات الجوية والدفاع الجوى والأرضية لإجبار سوريا على قبول المقترحات فى الجولة القادمة فى مؤتمر جنيف وكان هذا القرار يعنى الاصطدام بالقوات الروسية الموجودة هناك والتى لديها اعلى درجات التسليح المتطورة مثل صواريخ SS300 وSS400 وهى قادرة على تدمير أى طائرات وأى صواريخ تنطلق فى اتجاه الأراضى السورية وبالطبع سيجبر الروس على الرد وتتحول المنطقة الى صدام عسكرى بين الولايات المتحدة و روسيا على الأرض السورية وصحيح ان أمريكا لديها قوات متفوقة على الروس فى البحر المتوسط والمنطقة لكن لا أحد يمكن أن يحسم تطور هذه العمليات أما السيناريو الثانى هو الاكتفاء بضربة صاروخية جوية من خارج الأراضى السورية ضد مخازن الأسلحة الكيماوية فى حمص مركز البحوث الكيماوية والبيولوجية فى دمشق و بعض القيادات والمطارات وهذا السيناريو يبعدنا عن الاقتراب من المواقع الروسية فى المنطقة و فى البداية لم يوافق ترامب هو ومستشاره للأمن القومى على السيناريو الثانى لكن تمكن وزير الدفاع ورئيس الأركان فى إقناعه بقبول السيناريو الثانى.
وانصرف الجميع على أساس عرض الخطة النهائية صباح اليوم التالى وفوجئ الجميع فى صباح اليوم التالى أن الرئيس ترامب على صفحته للتواصل الاجتماعى اعلن أنه سيقوم بتنفيذ ضربة صاروخية ضد اهداف فى سوريا و سيستخدم فيها الصواريخ الذكية وتحدى الروس ان يعترضوا وكانت مفاجأة فى البنتاجون أن يصدر الرئيس تصريحاته على صفحات التواصل الاجتماعى حيث ان ذلك يفقد العملية عنصر المفاجأة انظروا ماذا فعلت إسرائيل لقد نفذت الهجمة على مطار التيفور ولم يشعر بها احد ونتج عن ذلك قتل 7 من الحرس الثورى الإيرانى ان تلك المعلومات ستجعل السوريين يحركون كل قواتهم من اماكنها استعدادا للضربة لذلك قام البنتاجون بتأجيل تنفيذ الخطة لإعادة تحديد الأهداف السورية الجديدة بعد تعديل أوضاعها كذلك للاتصال مع الروس لتحديد أماكن قواتهم على الأرض السورية لتجنب القيام باى عمليات عسكرية تؤثر على قواتهم كذلك طلب البنتاجون من ترامب ان تنفذ الضربة قوات مشتركة من أمريكا ومعها فرنسا وبريطانيا وهنا دعا ان تطلب تريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية يوما آخر للاجتماع مع مجلس الوزراء البريطانى للموافقة على اشتراك بريطانيا فى قوة تنفيذ الضربة، وبالفعل تأخرت الضربة يومين وتمت فجر السبت على أساس انها ضربة محدودة فى الأهداف التى سيتم تدميرها ومحدودة فى التوقيت لأنها استمرت خمسين دقيقة.
وفى الساعة 4 فجر السبت وقف ترامب يعلن بدء الضربة وبعدها بساعة وقف وزير الدفاع ورئيس الأركان من داخل البنتاجون يعلن تفاصيل الضربة وانتهاء العملية بنجاح ومع ظهور سطوح الشمس رقص السوريون فى الميادين فلقد مرت الخمسون دقيقة ولم يحدث فيها اكثر من تدمير بعض المنشآت ومراكز القيادة ومطارين بعدها دخل الرئيس بشار الأسد الى مكتبه وعادت الحياة طبيعية الى شوارع دمشق و حمص وارتاح الجميع فى مبنى البنتاجون.
لقد مرت الضربة بسلام ليس المهم ماذا حققت انما المهم انها لم تتعرض للقوات الروسية وخرج الجميع سعداء إلا الرئيس بوتين لقد اثاره تعليق قال ان الدب الروسى فى سوريا أحنى رأسه امام الطائرات والصواريخ لقوات التحالف ولم يتدخل وتركها تقصف الأرض والأهداف السورية تلك عزيزى القارئ كان مقترح سيناريو فيلم يمكن تعده هوليوود يحكى قصة الغارة الأمريكية على سوريا.